قوة الاحتكاك
يعتبر الاحتكاك في علم الميكانيك التطبيقي شيئاً غير مرغوب فيه لذلك يسعى المهندسون قدر الإمكان للتخلص من الاحتكاك الناشئ في المكنات ...ولكن في حياتنا العملية وفي حالات كثيرة يلعب الاحتكاك دوراً حيوياً ولا نستطيع الاستغناء عنه إلا في حالات نادرة , فهو الذي يمكننا من الجلوس والعمل دون أن نخشى سقوط الكتب و المحبرة على الأرض أو زحف المنضدة أوانفلات القلم من بين الأصابع ...أي أنه يساعد على الاتزان المستقر
والآن تخيل حياتك دون قوى الاحتكاك عندها سيتغير حدوث الكثير من الظواهر الطبيعية وسنرى الأجسام تنزلق وتتدحرج إلى أن تصبح في مستوى واحد.
لولا الاحتكاك لانفلتت المسامير من الجدران ولما كان باستطاعتنا أن نمسك أي شيء بأيدينا ولما سكنت الأعاصير مطلقاً ولما خفتت الأصوات بل كانت ستسمع مثل الصدى الأزلي الذي ينعكس مثلاً على جدران الغرفة دون أن يضعف.
لولا الاحتكاك لما تمكنا من استخدام الأزرار في ملابسنا فقوة الاحتكاك في هذه الحالة تزداد بازدياد عدد لفات الخيط وقد دلت التجارب على أن متانة الخياطة تزداد بالتوالي الهندسي بزيادة عدد لفات الخيط بالتوالي الحسابي واعتماداً على هذه القاعدة يمكن لأي رجل أن يوقف سفينة ضخمة في مرساها فقط إذا قام بلف حبل المرساة عدداً من اللفات حول الماسورة طبعاً مع الأخذ بعين الاعتبار أن الحبل يجب أن يكون متيناً ليتحمل قوة الشد.
وأخيراً لولا الاحتكاك لما تمكن الإنسان القديم من اكتشاف النار ولكنا حتى الآن نعاني من البرد أولاً ومن أكل اللحم نيئاً ثانياً.
( مقتبس من كتاب الفيزياء المسلية )
نتمنى الفائدة للجميع
دمتم بخير وبانتظار مشاركاتكم لإغناء الموضوع
دمتم بخير وبانتظار مشاركاتكم لإغناء الموضوع